نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
ولم يكن ذلك إلا تعبيرا عن حقيقة مشاعره.. والتي كان
يبادله رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مثلها مثلما يبادل زوجه فاطمة بنت أسد التي كانت
بمثابة أم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فقد رويتم في كتبكم
التي تقدسونها أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال عندما دفنها: (يرحمك
الله يا أمّي، كنت أمّي بعد أمّي، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك
طيبا، وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله تعالى والدّار الآخرة)[1]
وقلت لهم: ارجعوا إلى كتب السنة والسيرة، وستجدون
الأشعار الرقيقة التي قالها أبو طالب، والتي جمعها بعض محققيكم.. اقرأوها بتدبر،
وسترون روح الإيمان الصادق تنبعث من كل كلمة من كلماتها.
وقلت لهم: لا بأس.. لعلكم لا تجدون الوقت الذي تبحثون
عنها.. ولهذا سأرتل عليكم بعض آياتها[2]
والتي قالها ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صبي صغير بعد أن رجع به
من الشام.. لقد ذكرت لهم من قصائدك قولك [3] :
إن ابن آمنة الأمين محمدا
عندي بمثل منازل الأولاد
لما تعلق بالزمام رحمته
والعيس قد قلصن بالأزواد
وفيها تقول:
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا
لاقوا على شرك من المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثاً صادقا
عنه ورد معاشر الحساد
[1] رواه الطبراني في الكبير والأوسط برجال
الصحيح وفي الأوسط، انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11/ 287)