نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
تصور سيدي أني بعد أن ذكرت لهم هذا راحوا يسخرون مني،
ويقولون: ما دمت قد أثبت لنا أن أبا طالب مؤمن، وأنه من أهل الجنة.. فاذهب وابحث
لعلك تجد ما يدلك على أن أبا جهل وأبا لهب مؤمنان وفي الجنة.
تصور سيدي كيف يضعانك مع أعدائك وأعداء نبيك في خندق
واحد.. لقد أعماهم التعصب عن إدراك الحق.. فتصوروا أننا ندافع عنك فقط لكونك عما
لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ونسوا أننا ندافع عن الجبل الذي واجه كل
المعتدين.. وعن السيد الذي حمى ذمامه من كل المنحرفين.. في نفس الوقت الذي لا
يستحيون فيه عن الدفاع عن كل أعداء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأعداء دينه، وأعداء أمته.
لقد راحوا ـ سيدي ـ يواجهونني ببعض الروايات التي رواها البخاري ومسلم.. وهم في
نفوسهم ينتقدون الكثير من أحاديث البخاري ومسلم، بل لا يقبلون منهما إلا ما يتناسب
مع أهوائهم.. ولو كانوا يقبلون بهما لكانوا قد وجدوا فيهما ما يدلهم على ضلالة
الفئة الباغية التي ينتصرون لها، ويعلنون ولاءهم كل حين لمن يواليها.. ولو بحثوا
فيهما لوجدوا من أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنهم سيغيرون السنن،
ويحرفون الدين، وينحرفون بالأمة نحو الهاوية السحيقة التي وقعت فيها.
سأذكر لك سيدي بعض ما راحوا يستدلون به زورا
وبهتانا..
لقد نقلوا ما رواه البخاري ومسلم أن عمك العباس سأل
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: هل أغنيت عن عمك شيئا؟، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي
يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)[1]
انظر إلى لغة الحقد التي عبروا بها عن العذاب الذي
أوهمتهم شياطينهم أنه ينزل بك.. ولو أنهم عرضوا هذا الحديث على القرآن الكريم
لوجدوا فيه الدلالة الصريحة القاطعة على عدم جواز الشفاعة في الكفار.. فقد أخبر
الله تعالى عن الكفار بأنهم ﴿لَا يُخَفَّفُ