ومن العجب أن يوردوا مثل هذا البهتان العظيم.. ومن
العجب أن يذكروا أن أولئك الطغاة الظلمة المشركين ينالون في آخر لحظة من الحظوة
عندك ما لا ينالها ابن أخيك الذي عشت حياتك كلها من أجله، وضحيت بكل شيء في
سبيله..
وهل يمكن لعاقل أن يصدق خضوع شيخ كبير للذين وحاصروه
واستحلوا كل الحرمات في حقه؟.. هل يمكن أن يخضع لهم ويرضيهم؟.. أليست الفطرة
السليمة تدعو لمواجهة أمثال هؤلاء بما يكرهونه حتى بما لا نعتقده؟
لكن حديث الفطرة والعقل لم يقنعهم، فرحت أخاطبهم بما
تعودوا.. لقد ذكرت لهم أن المحققين من المحدثين ـ كابن حجر ـ رأوا أن في نزولها
فيك نظر، وهذا طعن صريح في هذا الحديث المروي في الصحيحين، فقد قال في معلقا على
هذا: (هذا فيه إشكال، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً، وقد ثبت أن
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها
فنزلت هذه الآية، والأصل عدم تكرر النزول)[2] بل
روي في سبب نزول الآية أن رجلاً استغفر لوالديه وهما مشركان فذكر ذلك للنبي a فأنزل الله الآية [3].