نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
إنهم يروون عن بعضهم قوله: (وفُضلت اليهود والنصارى
على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت
النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟
قالوا: أصحاب محمد a)[1]
كان في إمكانهم لو طبقوا هذا على أنفسهم.. لا بسؤال
اليهود والنصاري.. فقد يكذبون.. وإنما بسؤال القرآن نفسه.. لا عن أصحاب موسى، فقد
أخبر الله عما فعلوه به.. ولا عن أصحاب المسيح، فقد أخبر القرآن عن انحرافهم عنه..
وإنما يسألوا القرآن الكريم نفسه عن أم موسى وعيسى.. فإذا سألوه فسيجيبهم بأن أم
موسى أوحى لها الله: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ
فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ
إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7] وأما أم المسيح،
فقد أوحى لها الله: ﴿ يَامَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45] ونحسب أن ما رأيته
وما سمعته لا يقل عما رأته أم موسى أو أم المسيح.. لأن محمد a هو سيد موسى والمسيح.
ليتهم يعملون القياس الذي تعودوا أن يعملوه في كل
شيء، ليروا أنفسهم أسوأ من اليهود والنصارى في موقفهم من أم نبيهم.. مع العلم أن
أم أي شخص في الدنيا أقرب إليه وأعز من كل أصحابه..
أمر أخير ـ سيدتي ـ أريد أن أبثه لك.. ولست أدري هل يحق لي ذلك أم لا.. فاعذريني
فأنا عبد بسيط حقير.. معارفه محدودة.. وقد أكون مخطئا فيما سأذكره لك.