نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
لقد كان المدافعون عنك.. وكأنك مذنبة أو ظالمة..
يلتمسون كل السبل، ليثبتوا إيمانك.. حتى أنهم ذكروا حديثا بأن الله أحياك لرسوله a لتؤمني به.. ولست أدري كيف أني من غير قصد لم أصدق ذلك..
ووقعت عند عدم تصديقي مع الفريق الذي أعلن عليك الحرب.. طبعا أنا لم أصدق ذلك لا
لكونه غريبا.. فالله قادر على كل شيء، والذي أحيا الموتى للمسيح عليه السلام، لا
يعجز عن إحياء الموتى لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
ولكني لم أصدقه لأجل الغاية التي وردت في الحديث..
وهي أنك حييت لأجل أن تؤمني به.. لأني أعلم أنك كنت مؤمنة به قبل أن يولد.. وبعد
أن ولد.. ومت وأنت من أكثر خلق الله عشقا له.
وحتى بعد موتك.. أنا أعتقد أن الله القادر على كل
شيء، والذي جعل الشهداء أحياء عنده.. ويستبشرون بما يروه من أعمال من لم يلحق
بهم.. أعتقد جازما ـ ولا يهمني أن أرمى
بالخرافة أو الضلالة أو البدعةـ أنك كنت حية تتابعين كل حركة وسكنة من حركات ابنك
وسكناته.. وتستبشرين بذلك.. ولذلك لم تكوني بحاجة إلى إحياء..
لكن ذلك الصعيدي الجافي الغليظ وأصحابه تصوروا أنهم
بمجرد الحكم على وضع الحديث وكذبه يكونون قد قضوا على الدليل الوحيد الذي يحميك من
نار جهنم..
لقد نقل هذا الصعيدي، وغيره من الذين امتلأت قلوبهم
قسوة وغلظة قول ابن الجوزي في ذلك الحديث: (هذا حديث موضوع لا يشك فيه، والذي وضعه
قليل الفهم، عديم العلم، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن
بعد الرجعة، لا بل لو آمن بعد المعاينة، ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى: ﴿فَيَمُتْ
وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة:
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41