هل سمعت ما قال؟.. إنه يقول بأنك حتى لو حييت من
جديد، فإن ذلك لن ينفعك.. وكأن الله قدر لك العذاب لا محالة..
ولست أدري هل ذلك كان عقوبة لك لكونك حملت بخير خلق
الله.. أم لأي شيء آخر.
أما من يسمونه شيخ الإسلام، الذي هو أستاذ كل من تكلم
فيك.. فقد علق على ذلك الحديث بقوله، وهو في غاية الغبطة والسرور: (لا نزاع بين
أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات كذباً، كما نص عليه أهل العلم، وليس ذلك في
الكتب المعتمدة في الحديث، لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد، ونحو ذلك
من كتب الحديث المعروفة، ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا قد يروون
الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين، فإن مثل هذا لو وقع لكان
مما تتوافر الهمم والدواعي في نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقاً للعادة من وجهين:
من جهة إحياء الموتى.. ومن جهة الإيمان بعد الموت.. فكان نقل مثل هذا أولى من
غيره، فلما لم يروه أحد من الثقات علم أنه كذب)[2]
هل رأيت أيتها الطاهرة كيف يتكلمون عنك.. وكأنهم
قطعوا كل حبال النجدة التي يمدها إليك محبوك من البسطاء والمتواضعين، والذين رضوا
أن يصدقوا بالمعجزات والخوارق في سبيل أن يثبتوا نجاتك.
وقد غاب عنهم جميعا أنك لست ناجية فقط.. وأنك لست من
أهل الجنة فقط.. بل أنت محل نظر الله.. ومحل اصطفائه.. فهو اختارك من بين نساء
العالمين جميعا لتكوني أما