نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5
هذا هو الولاء الحقيقي لأهل بيت النبوة، وهذه هي
المحبة الحقيقية التي مثلها عمار بن ياسر الذي لم يترك سيفه في الوقوف مع الإمام
علي، كما لم يتركه في وقوفه مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فكلاهما
واحد، والوقوف مع أحدهما، سببه ربط الدين بالبشر لا بالله..
ذلك أن دعوة الإمام علي لم تكن سوى دعوة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. والرسول a نبه إلى
ذلك في كل تلك الأحاديث التي تذكره.. فهو لم يذكره لأجل قرابته، ولا كونه صهره،
وإنما للمسؤولية المناطة به.. فهو تلميذه الأول والأكبر.
ولكن كل هذه المفاهيم عراها ما عرى غيرها من سطحية،
حيث صارت المحبة لهم لا تختلف عن ذلك الغزل الرقيق الذي لا أثر له في الواقع.
بل عراها التناقض العجيب الذي تصرخ منه الفطرة
والعقول السليمة ألما.. فمن العجيب أن ينادي المتناقضون بحبهم للإمام علي، وحبهم
لأعدائه في وقت واحد.. ولست أدري كيف يجتمع هذان المتناقضان في قلب واحد؟
ولو أننا حللنا حقيقة ذلك القلب لوجدنا حبه الحقيقي
لمعاوية، وليس للإمام علي، ذلك أنهم يفرحون لكل حديث مكذوب في حق معاوية، ويحزنون
لكل حديث صحيح في حق الإمام علي، ويحاولون أن يسدلوا عليه كثبانا من رمال
النسيان..
وهكذا تجدهم يرمون بالبدعة من يحب الإمام علي، ويدعو
إليه وإلى القيم التي جاء بها، ويرمونه بالرفض والمجوسية والشرك وكل أنواع الكفر،
في نفس الوقت الذي يعتبرون فيه محب معاوية والمدافع عنه سنيا وسلفيا وصحيح
العقيدة، حتى لو جاءت كل الأحاديث تذمه، وتدعو إلى ذمه، وتدعو إلى مواجهة
التحريفات التي جاء بها.
بل إن النسائي ـ صاحب السنن ـ قُتل بسبب تأليفه لكتاب
في خصائص الإمام علي، وقد طلب منه حينها أن يكتب مثله في فضائل معاوية فقال: ما
أعرف له فضيلة إلا: (لا
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5