وهكذا نجد المعاصرين لنا يطلبون منا ألا نكتفي بذكر
فضائل أهل البيت، بل علينا إذا أردنا أن ندخل رياض أهل السنة أن نكتب في فضل
أعدائهم الذين حاربوهم وقتلوهم وشردوهم.. ثم يصخون آذاننا كل حين بأنهم يحبون أهل
بيت النبوة.. ولست أدري كيف تجمع قلوبهم كل هذه التناقضات.
لذلك كان هذا الكتاب زفرات ألم على المظالم التي تعرض
لها أقارب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ابتداء
من أمه وأبيه، واللذين رميا بالشرك، وحكم عليهما بأنهما من أهل النار، بينما اعتبر
جميع المشركين بمنجاة منها، لأنهم من من أهل الفترة.
وهو زفرات ألم في حق عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذلك الذي فداه بكل شيء، وضحى في سبيله بكل ما يملك، لكنهم يذكرون
أنه مات على الشرك، مع أنه لم يعرف الشرك في حياته، وآمن برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قبل أن يتنزل عليه ملاك الوحي.
وهو زفرات ألم في حق خديجة سيدة نساء العالمين تلك
الطاهرة التي وضعها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع مريم
وآسية وفاطمة في محل واحد.. والتي أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه لم
يعوض بمثلها، ولا بمن يدانيها، ولكنا لا نكاد نسمع بها.
وهو زفرات ألم في حق الإمام الحسين وأصحابه في
الطفوف.. والذي صار ذكرهم بدعة، والبكاء عليهم هرطقة.. والتغني بأعدائهم سنة.
وهو زفرات ألم في حق أولئك الأبطال المنسيين الذين
كانوا أكبر من نصر الإسلام، وفدوه بأنفسهم، لكنهم أهملوا، ونسب الفضل لغيرهم.