نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7
وهو زفرات ألم في حق أولئك الثوار المضطهدين الذين
قاموا لمواجهة الاستبداد والظلم وتحريف الدين، فقمعوا وقتلوا وعلقوا في الصلبان
وامتلأت بهم السجون.
وقد كنا نود أن نذكر زفرات أخرى أكثر ألما وحزنا..
لكنا أمسكنا عن ذلك.. ونستغفر الله تعالى من التقصير..
وقد حاولنا قدر المستطاع ألا نترك للعاطفة وحدها حق
الكلام، بل خلطنا كلامنا بالحجاج الذي تقتنع بها العقول السليمة.. فالعاطفة
المجردة عن العقل هوى مجرد.. ولذلك كان كمال العاطفة انسجامها مع العقل.
لذلك كانت هذه الخطابات خطابات عقلية مصاغة بصياغة
عاطفية، ذلك أنه لا يملك أحد من الناس مهما أوتي من قوة، أن يتكلم عن مظالم قرابة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دون أن تهزه العاطفة، وتتغلب
عليه المشاعر الجياشة.
وكيف لا يفعل ذلك، وهو يقرأ بأم عينينه ومن كل
المصادر، ذلك التنكيل والتشريد والتقتيل والعزل الذي أصابهم، وكأنهم أبناء أبي
جهل، لا أبناء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وقرابة
أبي سفيان لا قرابة رسول رب العالمين.
مع أن الله تعالى في القرآن الكريم عند حديثه عن
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعطي أهمية خاصة لذريتهم، ويبين أن لهم مكانة كبيرة،
لا من الجانب العاطفي فقط، وإنما من جانب العملي أيضا، باعتبار أن لهم اصطفاء
خاصا، ودورا مهما في الرسالة وحفظها والوفاء بمقتضياتها.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك قوله تعالى: ﴿
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى
الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 33، 34]، فمن
العجيب أن يطالب عشاق آل بيت النبوة بالدليل بعد هذه الآية
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7