نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 8
الكريمة، وهي أوضح الواضحات.. فإن كان الله تعالى قد
اصطفى آل إبراهيم وآل عمران.. وهما أدنى من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بكثير..
فكيف لا يصطفى آل بيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
ولذلك قرأ الإمام الحسين على ابن الأشعث تلك الآية عندما قال له: (يا حسين بن فاطمة، أيّ
حرمة لك من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ليست لغيرك؟)، ثمّ قال له: (والله إنّ محمداً لمن آل
إبراهيم، وإنّ العترة الهادية لمن آل محمد)[1]
ولم يكتف القرآن الكريم بتلك الإشارة الصريحة التي
تضمنتها تلك الآية الكريمة، بل ورد في ذلك نصوص أخرى كثيرة، كقوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ
حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ
نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ
مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا
فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ
وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)﴾
[الأنعام: 83 - 87]، فهذه الآيات الكريمة توضح الصلات النبسية بين الأنبياء جميعا،
وتبين أن الاجتباء الإلهي شملهم بهذا الشكل، ولا راد لاجتباء الله.
ولم يكتف القرآن الكريم بهذا التعميم، بل ذكر تفاصيل
كثيرة تدل عليه، حتى يترسخ في الأذهان أن اصطفاء الأنبياء فضل إلهي باعتباره
استمرارا للنهج الرسالي وتوحيدا لمسيرته حتى لا تنحرف به الطرق والمناهج، ومن
الأمثلة على ذلك ما ذكره الله تعالى من اصطفائه لآل إبراهيم عليهم السلام في آيات
متعددة، كقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: