نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51
منهم.. وكل ذلك كذب وزور وبهتان ينفيه العقل والنقل.
أما العقل، فالكل، وفي جميع العالم يعلم أن الزواج
الأول لأي شخص، وخاصة في مرحلة الشباب، يكون من البكر، لا من الثيب، ويكون من
المرأة التي تدانيه في السن، لا التي تكبر عليه.. وهذا من المتفق عليه بين طباع البشر
جميعا، وخصوصا بين العرب الذين كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم واحدا
منهم.
ولم يدر هؤلاء أن ذلك التبرير الخطير الذي وضعوه، وهو
كونك غنية مع فقر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، يسيء لا
لك فقط، وإنما يسيء إليه أيضا، لأن العادة جارية على أن الشخص لا يتزوج المرأة
التي تكبره سنا إلا لطمعه في مالها، أو في بعض المصالح التي يقضيها من وراء زواجه
منها.
ولو أن هؤلاء الذين أشاعوا هذا راحوا يستعملون عقولهم
في الروايات التي تؤرخ لعمرك، لعرفوا أنك لم تكوني إلا تربا لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وفي نفس عمره، وقد ذكر البيهقي ذلك، وصححه، وأورد غيره الأدلة
عليه[1].
لكنهم أبوا إلا أن يجعلوك ـ حين تقدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لخطبتك ـ بنت ست وأربعين سنة، أو في سنّ الأربعين[2]،
ومن العجيب أنهم يذكرون أن أهلك مع ذلك كانوا مترددين في زواجك من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي كان حينها لا يزال شابا يافعا لا يجاوز الإحدى وعشرين سنة [3].
[2] انظر: ابن اثير، الكامل، ج2، ص39؛ ابن سعد،
الطبقات الكبرى، ج8،ص174؛ ابن اثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج1، ص23.
[3] هكذا روى الزهري، فقد روي عنه أنه قال: كان
عمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إحدى وعشرين سنة، وهو يتناسب مع عمر الزواج في ذلك
الوقت، وقيل: خمساًوعشرين سنة، زمان بنيت الكعبة، وفي الاستيعاب لابن عبد البر أنّ
عمر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عند الزواج بخديجة خمس وعشرون سنة، ونقل ابن
الأثير أقوالاً مختلفة في ذلك وهي: (۲۱، ۲۲، ۲۵، ۲۸، ۳۰، ۳۷)سنة[انظر: ابن کثير، البداية والنهاية، ج5، ص314،
ابن عبدالبر، الاستيعاب، ج۱، ص۳5].
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51