نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
وهم يعلمون أن الخمر لم يكن يشربها في ذلك العصر إلا
الصعاليك، أما أصحاب المروءات، فلم يكونوا يقربونها، بل كانوا يعتبرونها من الرجس
الذي يسيء إليهم، وقد رووا أن العباس بن مرداس السلمي، والذي لم يكن أكثر مرؤة من
والدك، قال: (لا أشرب شرابا أصبح سيد قومي، وأمسي سفيههم)[1]
وهكذا يذكرون أن الشاعر المعروف طرفة بن العبد تحاشاه
قومه بسبب معاقرته الخمر، كما يفعلون بالبعير الأجرب، فراح يعبر عن ذلك بقوله[2]:
ومازال تشرابي الخمور ولذتي
وبيعي
وإنفاقي طريفي وملبدي
الى أن تحامتني العشيرة كلها
وأفردت
أفراد البعير المبعد
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
وإن أشهد
اللذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
فدعني
أبادرها بما ملكت يدي
والعجيب أن هؤلاء الذين يذكرون هذا، هم أنفسهم الذين
يذكرون أنك كبيرة السن، وسبق لك الزواج قبل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وأنك لم
تكتف قبله بزوج واحد، وإنما تزوجت بزوجين، وكل ذلك، حتى يثبتوا أنك لست أكثر شأنا
من غيرك، ولا أفضل