نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
يذكر أنه كان ثملا عندما حدثته عن ذلك.
وكل ذلك زور وبهتان وتلفيق من أعدائك الذين لم يجدوا
في حياتك ما يمكن أن يسيء إليك، فراحوا ـ بعد وفاتك ـ يستحلون الكذب عليك، كما
استحلوه على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكل
الأنبياء والصالحين.
لقد رووا عن الزهري، وأنت تعرفين تدليسه، وصلته
بالفئة الباغية من بني أمية، أنه قال يحدث عن كيفية زواجك من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (.. فانطلقت إلى أبيها خويلد بن أسد، وهو ثمل من الشراب، فقالت:
هذا ابن أخيك محمَّد بن عبد الله يخطب خديجة، وقد رضيت خديجة، فدعاه، فسأله عن
ذلك، فخطب إليه، فأنكحه، قال: فخَلَّقته خديجة، وحَلَّت عليه حلة، فدخل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بها، فلما أصبح، صحا الشيخ من سكره، فقال: ما هذا الخلوق، وما هذه
الحُلَّة؟ قالت أخت خديجة: هذه حلَّة كساكها ابن أخيك محمد بن عبد الله أنكحته
خديجة، وقد بنى بها، فأنكر الشيخ، ثم سلَّم إلى أن صار ذلك واستحيي، وطفقت رُجاز
من رُجَّاز قريش تقول:
لا تزهدي خديجُ في محمَّد.. جلد يضيء كضياء الفرقد)[1]
ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يصورون أنك التي قمت بذلك،
لأنك لم تستطيعي إقناعهم بالقبول بزواجك من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؛ فرحت
تحتالين عليهم بالخمر.. وكل ذلك ليشوهوك، ويشوهوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ويذكروا
أنه لم تكن له أي مكانة بين قومه على الرغم من كل الروايات التي تشيد به، وتذكر أن
قومه جميعا كانوا يصفونه بأنه الصادق الأمين[2].
[2] وقد كانت هذه الروايات التي لفقوها سببا في
طعون المستشرقين، فقد قال دورمنغم: (ولم يتم لخديجة ما عزمت عليه بغير مقاومة، فلم
يرق أسرتها وهي غنية حليفة لبني مخزوم، أن تتزوج يتيما فقيرا غامض الأمر دون بني
مخزوم قدرا) [حياة محمد، ص43]، وهذا غريب، فلم يكن بنو أسد حلفاء لبني مخزوم،
وهكذا علق بودلي على هذا الأمر فقال: (لو أن محمدا كان من علية القوم الأربعمائة،
ولو أنه كان من أعضاء الندوة الأغنياء أو بني المطلب، الذين عاشوا حول الكعبة..بل
كان نقيض ذلك) [الرسول، ص46]، وقال: (وقامت خديجة في نفس الوقت، تمسح رأس عمها بالزعفران
والعنبر، ودوت في أركان بيت خديجة أصوات التهليل، وصار زواج محمد من خديجة أمرا
واقعا، وما كانت خديجة بالمندفعة في هذه الفرصة السانحة فقد تعلم فعل الخمر في
النفوس، وحين كان كل يربت على كتف صاحبه ويتقارعون الكؤوس ويتفاخرون، جاء من يكتب
العقد وفي هذا الجو الذي يغلب عليه الصفاء، أتفق على الصداق وتم عقد القران وانتهى
الأمر، وصار محمد يعد بعلا لخديجة بحسب شريعة مكة) [الرسول، ص35]
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49