نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
المقدسة الكثيرة التي وردت في فضلك، يؤولونها
ليصرفوا عنك الأفضلية لتصبح لغيرك، مع أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان يخبر
كل حين أنك أنت الأفضل، لا باعتبارك جسدا، وإنما باعتبارك ممثلة لكل القيم النبيلة
التي لم تجتمع إلا في النساء الأربع.
ومن ذلك ما حدثت به عائشة قالت: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة؛ فيحسن الثناء عليها،
فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك
الله خيراً منها، فغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ
كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله
منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء)، قالت عائشة: (فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة
أبداً )[1]
فذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك بين
الناس يدل على أنك من أولئك الذين أمرنا بذكرهم والثناء عليهم، لا لذواتهم، وإنما
لتحولهم إلى قيم نبيلة، يمكن أن يتخذها الناس أسوة لهم في حياتهم.
وكيف لا يفعل ذلك، وقد أمره الله تعالى بذكر صاحبتك
مريم عندما قال: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ
مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ [مريم: 16]، فأنت ومريم في مرتبة
واحدة، وفي محل واحد، ولذلك كان ذكرك مطلوبا مثل ذكرها.. ذلك أنه بذكركما تذكر
المعاني الطاهرة.
ولذلك كان a يذكرك
أمام النساء، لا باعتبارك زوجة له، وإنما باعتبارك رمزا عمليا لكل القيم النبيلة
التي تمثلت فيك.. وكيف لا تتمثلينها، وأنت التي أخرت زواجك حتى