نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
تلتقي به a، وبقيت
أشواق قلبك معلقة إلى أن وصلت إليه، ثم ضحيت بعد ذلك بكل ما تملكين، وآثرت الحصار
والجوع والآلام على تلك العزة التي كان يمكن لأموالك أن توفرها لك.
ولكن مع ذلك كله نظر الباغون إليك نظرة أخرى، غير تلك
التي كنت عليها، والتي رسمها a عنك..
حيث تصوروا أن الأمر مرتبط بالأهواء لا بالدين.. فلذلك راحوا يستعملون كل الحيل التي
تجعلهم يصورون أن الله تعالى أبدلك بمن هو خير منك.. مع أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان يردد كل حين: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها)، وهي كلمة
عظيمة من الذي لا ينطق عن الهوى، ومشفوعة بقسم.. وما كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقسم عن هوى، أو يتحدث عن هوى.
والعاقلون يدركون ذلك، ولا يحتاجون لقسم من رسول الله
a .. فالفطرة السليمة تدل على ذلك، فكيف
يوضع معك غيرك، وأنت التي قدمت من الخدمات للإسلام في تلك الفترة الحرجة ما تنوء
به الجبال.. ويكفي من ذلك أنك كنت أول النساء إسلاما، وبذلت كل مالك في سبيل الله
إلى أن مت في الشعب فقيرة محاصرة لا تجدين شيئا تأكلينه.
وقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بركات
مالك على الدعوة الإسلامية في مهدها، ففي الحديث، قال a: (ما
نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة)[1]،
وقد كنت تساهمين به في عتق الرقيق، وأداء الديون عن الغارمين، ومساعدة الفقراء،
ومدّ يد العون إلى المحتاجين، وكنت أنت وأبو طالب مصدر الإنفاق في ذلك الحصار
الجائر.
ومما روي في ذلك أن أبا جهل بن هشام كان قد لقي حكيم
بن حزام بن خويلد بن