نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 55
أسد، ومعه غلام يحمل قمحاً، فتعلّق به وقال: أ تذهب
بالطعام إلى بني هاشم؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة؛ فجاءه أبو
البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني
هاشم، فقال له أبو البختري: (طعام كان لعمّته ـ أي خديجة ـ عنده بعثت إليه فيه،
أفتمنعه أن يأتيها بطعامها! خل سبيل الرجل)[1]
وكيف يوضع غيرك معك، وقد روي بالأسانيد الكثيرة
المتواترة ما يدل على الصبر الذي أبديته في حياتك مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في مكة المكرمة، وفي أوقات الشدة العظيمة، وأنت التي كنت
غنية عن ذلك.. في نفس الوقت الذي يذكر القرآن الكريم والسنة الصحيحة أن نساء النبي
a في المدينة اشتكين حياة الشظف التي يعشنها مع رسول
الله a إلى الدرجة التي نزل القرآن الكريم يخيرن فيها بين
صحبة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم والصبر على حياته، أو أن يملكن أمرهن بالافتراق عن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، كما قال تعالى يذكر ذلك: ﴿ يَاأَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
(28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ
الله أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28،
29]
وقد أورد المحدثون في سبب نزولها أن عائشة أخبرت: أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلمجاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول
الله a، فقال: (إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تستعجلي
حتى تستأمري أبويك)، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: (وإن
الله قال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾ إلى تمام
الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر