نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59
سائر الطعام.. ضرب به مثلا ليؤذن بأنها أعطيت مع حسن
الخلق والخلق وحلاوة النطق وفصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل
والتحبب إلى البعل، فهي تصلح للتبعل والتحدث والاستئناس بها والإصغاء إليها وحسبك
أنها عقلت عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما لم
تعقل غيرها من النساء وروت ما لم يرو مثلها من الرجال)[1]
وكل ذلك تكلف ممقوت تأباه لغة العرب، فالكريم لا يوصف
بكونه ثريدا، ولا أي طعام من الأطعمة، بل يوصف بما يتناسب مع إنسانيته وكرامتها.
ولذلك أنكر ابن حجر كل هذه التعليلات التي لم تكتف
بتفضيل عائشة على النساء، وإنما راحت تفضل الثريد على سائر الطعام، فقال: (وكل هذه
الخصال لا تستلزم ثبوت الأفضلية له من كل جهة فقد يكون مفضولاً بالنسبة لغيره من
جهات أخرى)[2]
لكن من يسمونه شيخ الإسلام.. راح يستعمل ذلك النص
ليلغي كل تلك الأحاديث التي وردت في فضلك.. وليكون ذلك مقدمة لتنساك الأمة.. ولهذا
صرنا إذا سألنا أي عامي عن زوجة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يذكر
عائشة، ولا يذكرك.. وكأن كل تلك المناقب التي وردت في حقك لم تصدر من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
لقد قال ابن تيمية عند بيانه لتفضيل عائشة في كتابه
(منهاج السنة النبوية)، الذي حشاه بكل ألوان التعصب على أهل بيت النبوة: (والجواب
أولا أن يقال إن أهل السنة ليسوا مجمعين على أن عائشة أفضل نسائه، بل قد ذهب إلى
ذلك كثير من أهل السنة، واحتجوا بما في الصحيحين عن أبي موسى وعن أنس أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلمقال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)،
والثريد هو أفضل الأطعمة لأنه خبز ولحم.. وذلك