responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58

المقدسة ما ليس منها، ثم يجعلون المدرج أصلا، ليلغوا به متن الحديث.. فقد زادوا في الحديث الذي ذكر فيه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم النسوة الأربع التي تمثلن بجميع القيم النبيلة حتى صرن نماذج صالحة للاقتداء هذه الزيادة: (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)[1]

وقد رووا ذلك، وهم يعلمون أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أكرم من أن يشبه البشر بالطعام، ويشبه زوجته بالثريد.. وهذا لا يكون إلا من أولئك الذين يحتقرون المرأة، ويتصورون أنها مجرد متعة من المتع مثل الطعام الذي يستمتعون به، وليست إنسانا محترما له رسالته في الحياة الدنيا مثله مثل الرجل تماما.

ورووه، وهم يعلمون أن الثريد لم يكن في يوم من الأيام سيد الطعام، بل قد ورد في النصوص ما يبين فضل اللبن والتمر والعسل، وغيرها، والتي لا يساوي الثريد أمامها شيئا، حتى أن بعض المحدثين راح يبرر الحديث بطريقته الخاصة في التبرير الذي يتنافى مع جلال النبوة، فقال: (والظاهر أن فضل الثريد على سائر الطعام إنما كان في زمنهم لأنهم قلما كانوا يجدون الطبيخ، ولا سيما إذا كان باللحم، وأما في هذا الزمان فأطعمة معمولة من أشياء كثيرة متنوعة فيها من أنواع اللحوم ومعها أنواع من الخبز الحواري، فلا يقال: إن مجرد اللحم مع الخبز المكسور أفضل من هذه الأطعمة المختلفة الأجناس والأنواع، وهذا ظاهر لا يخفى)[2]، ولو أنه رفض الحديث لتنافيه مع بلاغة النبوة، لكان أسهل عليه وأجمل من ذلك التعليل.

وهكذا راح آخر يحتال لذلك بقوله: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على


[1] رواه البخاري (3411) ، ومسلم (2431)

[2] عمدة القاري ج 16 ص 251.

نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست