نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
وهكذا قال آخر، لاشك أنك تعرفينه، إنه من يطلقون عليه
كذبا وزورا [شيخ الإسلام]، ذلك الذي امتلأ نصبا وعداوة لكل من يمت لأهل النبوة
بصلة، فقد قال تلميذه النجيب يذكر ذلك: (ومنها أنها خير نساء الأمة واختلف في
تفضيلها على عائشة على ثلاثة أقوال، ثالثها الوقف، وسألت شيخنا ابن تيمية فقال:
اختص كل واحدة منها بخاصة، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول
الله a وتثبته وتسكنه وتبذل دونه مالها فأدركت
عزة الإسلام، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله، وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات
الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وعائشة تأثيرها في آخر الإسلام فلها
من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة وانتفاع نبيها بما أدت إليهم من العلم ما
ليس لغيرها هذا معنى كلامه)[1]
ولو قرأ هذا الذي يسمونه شيخ الإسلام القرآن الكريم،
وسلم لقوله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ
الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ
بَعْدُ وَقَاتَلُوا﴾ [الحديد: 10]، لعرف أن الفضل لا يرتبط بالرواية، وإنما
يرتبط بالمواقف، وفي الأوقات الحرجة.
ولو كان الأمر مرتبطا بالرواية، لكان أبو هريرة أفضل
الصحابة، فهم يروون عنه ما لا يروون عن غيره، مع العلم أنه أسلم بعد الفتح.. وهم
لا يقولون بذلك.
ولو كان الأمر مرتبطا بالرواية، فإن جميع أمهات
المؤمنين بلغن الإسلام بعد وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وأدين ما
رأينه واجبا عليهن، فلم تخص بذلك زوجة دون زوجة.
ولم يكتفوا بذلك حتى يصرفوا النظر عنك، وإنما راحوا
يدرجون في النصوص