نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63
خديجة وتذكره، فارتاع لذلك، فقال: (اللهم هالة بنت
خويلد)، فغرت، فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين[1] هلكت
في الدهر، فأبدلك الله خيرا منها، فغضب النبي r حتى قالت له: لا أذكرها بعد هذا إلا بخير [2] .
وفي حديث آخر روته عائشة، قالت: جاءت عجوز إلى النبي r، وهو عندي، فقال لها رسول الله r: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية
فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف كنتم؟ كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدنا؟ قالت: بخير
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا
الإقبال فقال:( إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان)[3]
هل رأيت وفاء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك أيتها
الصديقة الوفية.. فرسول a يعبر بكل
رقة عن حبه لك، وأنت ميتة.. ولا ينسى ـ وفاء لك ـ أن يحسن لكل من له علاقة بك، بل
يغضب زوجه لأجلك.
هذه كلماتي لك سيدتي مضمخة بدموعي التي لا أستطيع
كفكفتها، وكيف أستطيع وأنا أراك كل حين في تلك الشعاب محاصرة جائعة ظمآنة.. لم
تشهدي ذلك العز الذي آل إليه المسلمون، ولا تلك الذلة التي نزلت بمن ناوأك..
لكن حسبي أن أعلم أنك لم تغادري رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لحظة واحدة.. فأنت كنت معه في كل المحال.. والله تعالى الذي أكرم
الشهداء بالحياة، وبمعرفة إخوانهم من المؤمنين
[1] حمراء الشدقين: أي سقطت أسنانها وبقيت حمرة
اللثاث.
[3] رواه أحمد: 1/134، المعجم الكبير:23/14،
شعب الإيمان:6/517، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين على الاحتجاج
برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة، الحاكم:1/62.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63