نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
لقد ورد في الحديث أن الملاك العظيم روح الله جبريل
أتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (يا رسول الله، هذه
خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومني،
وبشرها ببيت في الجنة من قصب.. لا صخب فيه ولا نصب) [1]
وقد روى المحدثون أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عندما
بلغ هذه التحيات الزكيات الطاهرات، قلت كلمات تنبئ عما في قلبك من معان نبيلة
رقيقة: (هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام
ورحمة الله وبركاته)
لله ما أجمل هذه الكلمات وأعظمها.. إنها تختصر حياتك
اختصارا .. فأنت وفي ظل تلك الظروف الشديدة القاسية، وبعد ثلاث سنوات من الجوع
والحصار.. لم تتأثر علاقتك بربك، ولا اهتزت، ولا بلغ قلبك الحناجر، مع أن الكل كان
يتربص بك وبزوجك العظيم.. ولكنك مع كل تلك الزلازل التي عشت فيها واقعة الأحزاب كل
يوم، كنت تشعرين بالسلام.. السلام الذي لا يشعر به إلا القديسون.. وأنت سيدة
القديسين.
ولذلك حزن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على
فراقك حزنا شديدا، بل سمى العام الذي فارقته فيه عام الحزن، وبقي ذلك الحزن يتابعه
إلى أن لحق بك.. وقد كان من محبته لك في الله.. أنه كان يكرم كل من له صلة بك، وقد
ورد في الحديث عن عائشة قالت: ما غرت على نساء النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، إلا على
خديجة، وإني لم أدركها.. وكان رسول الله r، إذا
ذبح الشاة يقول: (أرسلوا بها إلى صدائق خديجة)، قالت: فأغضبته يوما، فقلت: خديجة،
فقال رسول الله r: (إني رزقت حبها)[2]
وقالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول
الله r، فعرف استئذان