نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 70
وتشهدين
معها على تلك التضحيات التي قدمها ذلك الإمام العظيم وأهل بيته الطاهرين،
وأصحابه الأوفياء الصادقين.
لكنك لم تسمعي ما يردده قومي الذي تتلمذوا على عمر بن سعد وابن
زياد وشمر بن ذي الجوشن.. والذي راحوا يتناسون كل تلك الأحاديث النبوية التي تشير
إلى الحركة الحسينية وأهميتها ودورها في حفظ الدين.. ويذكرون بدلها ما ردده ابن تيمية
من أن تلك الحركة لم تكن سوى حركة عشوائية فوضوية لا قيمة لها..
لم تسمعي لابن خلدون
الذي راح يرمي الإمام الحسين بعدم قبول النصيحة، وبالجهل بالواقع؛ فيردد بكل جرأة:
(فتبين بذلك غلط الحسين، إلا أنه في أمر دنيوي لا يضره الغلط فيه، وأما الحكم
الشرعي فلم يغلط فيه، لأنه منوط بظنه، وكان ظنه القدرة على ذلك، وأما الصحابة
الذين كانوا بالحجاز ومصر والعراق والشام والذين لم يتابعوا الحسين، فلم ينكروا
عليه ولا أثمّوه، لأنه مجتهد وهو أسوة للمجتهدين به)[1]
ولم
تسمعي له وهو يصور الأمر مثل غيره بحسابات الربح والخسارة، لا بحساب التكاليف
الشرعية، وما تحمله من معان قد لا يمكن فهمها، مثلما حصل مع إبراهيم وابنه إسماعيل
عليهما السلام؛ فيقول: (إنّ هزيمة الحُسين كانت أمراً محتّماً؛ لأنّ الحُسين لمْ
تكن له الشوكة التي تمكّنه مِنْ هزيمة الاُمويِّين؛ لأنّ عصبية مضر في قريش،
وعصبية قريش في عبد مناف، وعصبية عبد مناف في بني أُميّة، فعرف ذلك لهم قريش وسائر
الناس لا ينكرونه)[2]
[1] ديوان المبتدأ
والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، عبد الرحمن بن
محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، المحقق: خليل
شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م، 1/270.