نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
ليلا
ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام
الليل وتحملوا عن منازلهم، وعاد حبيب إلى الحسين فأخبره بما كان، فقال :
﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله ﴾ [التكوير: 29]، ولا
حول ولا قوة إلا بالله)[1]
هذا
هو الموقف الطبيعي الذي كان على جميع الصحابة والتابعين.. وجميع المعاصرين له أن
يقفوه.. لا أن يقفوا متفرجين يكتفون بالنصائح، وهم يعلمون أن الإمام الحسين لم
يتحرك أي حركة من عنده، بل حركته من الله وبالله، وبتوجيه من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
ألا
تزالين أيتها الرمال الطاهرين تذكرين ذلك النداء الذي نادى به الإمام الحسين في
صبيحة العاشر من المحرم، بعد أن جعل زهير بن القين على الميمنة، وحبيب بن مظاهر
على الميسرة، ووقف في القلب وأعطى الراية لأخيه العباس: (أيها الناس اسمعوا قولي
ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليّ.. أو لم يبلغكم قول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل
الجنة؟!)، فرد عليه الشمر قائلا: (هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول)،
فقال له حبيب بن مظاهر: (والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفا، وأنا أشهد
أنّك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك)[2]
في
ذلك اليوم قاتل حبيب بن مظاهر قتالا شديدا، إلى أن من الله عليه بالشهادة، واجتز
رأسه الشريف، حينها خاطبه الإمام الحسين قائلا: (لله دَرُّكَ يا حبيب، لقد كنتَ
فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة)[3]
وهكذا
حدثينا عن مسلم بن عوسجة، ذلك الشيخ الذي لم يمنعه
كبر سنه، ولا