نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80
مكانته
من قومه من نصر إمامه، وقد شرفه الله تعالى بأن يكون أول شهيد من أنصار الحسين بعد
الحملة الأولى، على الرغم من كونه كان شيخاً كبير السن، وشخصية بارزة في قومه، بل
شخصية بارزة في الكوفة، وكان فوق ذلك من صحابة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومن رواة حديثه[1].
ذلك
الذي شهد التاريخ له أنه كان شجاعاً وجريئاً، وشهد مع الإمام علي كلّ غزواته.. ذلك الذي شهد له
الإمام الحسين بالصدق والثبات على العهد، فقال مخاطبا له بعد استشهاده: (رحمك الله
يا مسلم بن عوسجة، ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23])[2]
وقد
روي أنه بعد إصابته، وفي آخر لحظات حياته قدم إليه الحسين ومعه حبيب، فقال حبيب:
عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشر بالجنّة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله
بخير. فقال حبيب: لولا أنّي أعلمُ أنّي في إثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه لأحببتُ أن
توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت له أهل من الدين
والقرابة؛ فقال له: بلى، أوصيك بهذا رحمك الله! وأومأ بيديه إلى الحسين أنْ تموت
دونه! فقال حبيب: أفعل وربّ الكعبة [3].
وهكذا
حدثينا عن زهير بن القين، ذلك التائب الصادق في
توبته، والذي روى المؤرخون أنه عندما بعث الإمام الحسين إليه رسولا يستدعيه، كره
الذهاب إليه، فقالت له زوجته دلهم بنت عمرو: يا سبحان الله أيبعث اليك الحسين بن
فاطمة ثم لا تأتيه، ما ضرك