نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82
الله
يا عزرة أن لا تكون ممن يعين أهل الضلالة على قتل النفوس الزكية)، فقال له عزرة:
يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت إنما كنت على غير رأيهم؟)، فقال
زهير: (أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم، أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا
أرسلت إليه رسولا، ولا وعدته نصرتي، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت
به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه عدوه، فرأيت أن أنصره، وأن أكون من حزبه، وأجعل
نفسي دون نفسه لما ضيعتم من حق رسوله)[1]
وهكذا
استمر يناضل عن الإمام الحسين إلى آخر لحظات حياته، وقد أجاب الإمام الحسين عندما
طلب من أصحابه الفرار بأنفسهم بقوله: (والله لوددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت،
حتى أقتل هكذا ألف مرة، وإن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان
من أهل بيتك)[2]
وهكذا
حدثينا عن سعيد بن عبد الله الحنفي، صاحب ذلك الشعار
العظيم الذي لا يزال الحسينيون يرددونه، فقد قال ليلة عاشوراء جوابا لطلب الإمام
الحسين من أصحابه الانصراف عنه، والفرار بأنفسهم: (لا والله لا نخلّيك حتى يعلم
الله إنّا قد حفظنا غيبة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وذرّيته فيك، والله لو قتلت ثم أُبعث حيّاً، ثم أحرق، ويفعل بي
ذلك سبعين مرة ما تركتك وحدك، وكيف أفعل ذلك وإنّما هي موتة وقتلة واحدة ثم بعدها
الكرامة
[1]
الفتوح ج 5، ص 177 -178 . أنساب الأشراف ج 3، ص 184 . مقتل الحسين الخوارزمي ج 1،
ص 353 - 354 . تاريخ الطبري، المجلد 4، صص 315-316.