نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160
بالتأويل
والذكرى، ومتعلقاً بأسباب الهدى، وحائداً عن طرقات الردى، وسامياً إلى المجد
والعلى، وقائماً بالدين والتقوى، وسيد من تقمص وارتدى بعد النبيّ المصطفى، وأفضل
من صام وصلى، وأجل من ضحك وبكى، صاحب القبلتين، وهل يساويه مخلوق، كان أو يكون،
كان والله للأُسد قاتلاً، وللبهم في الحرب خاتلاً، على مبغضيه لعنة الله ولعنة
العبَاد إلى يوم التناد) [1]
ومن
أوصافك له ذلك الوصف الطويل الذي قلت فيه: (عليّ سيّد المسلمين، وإمام المتّقين،
ووارث علم الأوّلين والآخرين.. كان والله للقرآن تالياً، وبه عالماً عاملاً،
وللسهو قالياً، وعن الفحشاء نائياً، وللشرك آبياً، وللمعروف فاعلاً، وعن المنكر
ناهياً، وبدِينه عارفاً، ومِنَ الله خائفاً، وعنَ الموبقات صادفاً، وبالليل قائماً،
وبالنهار صائماً، ومن دنياه سالماً، وبعدل البريّة قائماً، وعن المهلكات زاجراً،
وبنور الله ناظراً، ولشهوته قاهراً ؛ فاق العالمين علماً، وزهداً، وورعاً وكفافاً،
وقناعة، وبراعة، وعفافاً، وحلماً، وكرماً، وجهاداً، وهجرة، وشجاعة، وقرابة،
وعبادة، وإخلاصاً ؛ وأقدمهم إيماناً، وسادهم زهداً وأمانة وبرّاً وحياطة.. كان
والله حليف القرآن، ومأوى الأنام، ومولى الأيتام، ومنتهى الإحسان، وملاذ الفقراء
والضعفاء، ومعقل الخائف.. كان والله للخلق حصناً، وللناس عوناً قويّاً، وعلى الحقّ
صابراً، وفي ذات الله مجاهداً وفيه محتسباً، حتّى عزّ الدِّين في الديار، وعُبِدَ
الله في الأقطار والضواحي في الليل والنهار، وجميع النواحي والقلاع والتلاع،
والقفار والبقاع) [2]