نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
والله لئِن حُكّما بالكتاب لقد حكما
عليه، وإن حُكّما بما اجتمعا عليه معاً ما اجتمعا على شيء، وإن كان حُكّما على ما
سارا إليه، لقد سار عبد الله وإمامه عليّ، وسار عمرو وإمامه معاوية، فما بعد هذا
من غيب ينتظر، ولكن سئموا الحرب، وأحبوا البقاء، ودفعوا البلاء، ورجا كلّ قوم
صاحبهم) [1]
وهكذا
ظللت على عهدك تذكر محاسنه، حتى في تلك الأيام التي أعلن فيها معاوية حربه
التشويهية للإمام علي، والتي قتل بسببها الكثير، في تلك الأوقات كنت تقول، وأمام
معاوية نفسه: (كان أمير المؤمنين غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما
قصر، ومن الطعام ما خشن، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا دعوناه، وكان مع تقريبه
إيانا وقربه منّا لا نبدأه بالكلام حتى يتبسم، فإذا هو تبسّم فعن مثل اللؤلؤ
المنظوم، أما والله يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله،
وغارت نجومُه، وهو قابض على لحيته يبكي ويتململ تململ السليم، وهو يقول: يا دنيا
إياي تغرّين؟ أمثلي تشوقين؟ لا حان حينك، بل زال زوالك، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة
فيها. فعيشك حقير، وعمركِ قصير، وخطركِ يسير، آه آه من بُعد السفر ووحشة الطريق،
وقلّة الزاد) [2]
وقلت
في محل آخر تصفه: (صلوات الله على أبي الحسن عليّ، كان والله علم الهدى، وكهف
التقى، ومحل الحجى، وبحر الندى، وطود النهى، وعلماً للورى، ونوراً في ظلم الدّجى،
وداعياً إلى المحجة العظمى، ومستمسكاً بالعروة الوثقى، وسامياً إلى الغاية القصوى،
وعالماً بما في الصحف الأولى، وعاملا ً بطاعة الملك الأعلى، وعارفاً