responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162

رسالة إلى أبي ذر الغفاري

سيدي أبا ذر الغفاري..

أيها الصحابي الجليل.. يا من تشرفت عيناك برؤية رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وتشرفت أذناك بسماع كلماته وحكمه ووصاياه، وتشرف لسانك بالحكمة والدعوة والنصيحة والجهاد والصدق، وتشرف قلبك بمحبة حبيبك a والفناء فيه، وتشرف عقلك بالحقائق التي ملأت عليك كيانك، فقضيت حياتك كلها في بثها ونشرها والتضحية في سبيلها، ثم ختمتها بالشهادة في تلك الصحراء القاحلة، وأنت ممتلئ ألما لما صار إليه حال الإسلام.

بأي شيء أبدأ رسالتي لك، وأنا الذي عشقتك من صغري الباكر، عندما كنت أقرأ عن مواقفك التي تريد أن تحمي بها الإسلام من أن يتحول إلى كسروية وقيصرية وقارونية.. وأقرأ في نفس الوقت عن زهدك وورعك وتقواك.. وأقرأ عن شغفك بالبحث عن الحقائق، حتى أنك اهتديت إلى الإيمان بالله قبل أن ترى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وأقرأ عن شجاعتك وبطولتك ومواجهتك للمشركين والمحرفين والمبدلين.

حتى أني احترت كما احتار الكثير في تصنيفك.. فإن ذكر الزهاد والعباد ذكرت معهم، وكنت في أولهم.. وإن ذكر المجاهدون والمحتسبون والثوار، فأنت لا تزال رمزا للمستضعفين الثائرين.. وإن ذكرت الحقائق ورجالها وأولياؤها، فأنت أحدهم، وكلهم يقتبسون منك، ويستفيدون.. وإن ذكر الصدق مع أئمة الأمة وورثتهم، فأنت أسوتهم وقدوتهم، وكل الأئمة تحدثوا عنك، وحضوا على حبك.

وكيف لا يفعلون ذلك، ورسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم نفسه دعانا إلى حبك، فأنت أحد أركان الحب الأربعة التي ذكرها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقال: (أمرني الله بحب أربعة من أصحابي،

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست