نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
وأخبرني
أنه يحبهم، علي منهم، وأبو ذر، وسلمان، والمقداد الكندي)
ما أعظم
هذا الحديث.. وما أعظم هذه البشارة.. فأنت لم تبشر بالجنة فقط، ففي الجنة أهل
اليمين، وغيرهم من عامة الناس.. لكنك بشرت بمحبة الله، وبشرت بأمر الله لرسولك a
بحبك.. وبشرت فوق ذلك، لا بالجنة، وإنما بشوق الجنة لك، ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وأبي ذر) [1]
ومع ذلك لا نراك تذكر في المبشرين بالجنة، لأن المبدلين
والمغيرين أبوا أن يدخلوا في هؤلاء رجلا من غير قريش، وكأن القرشية هي تأشيرة
الدخول إلى الجنة.ولم يقتصر الأمر على ذلك الحديث، بل إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم راح
يعتبرك لسانا من ألسنة الحق، التي إن اختلفنا عدنا إليها[2].. لقد قال في حقك: (ما أقلت الغبراء،
ولا أظلت الخضراء، من رجل أصدق لهجة من أبي ذر) [3]وهكذا كان حبيبك الإمام علي يثني عليك
كل حين، ويعتبرك من صحابة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المنتجبين الصادقين، وقد سئل عنك،
فقال: (وعى علما، شحيحا حريصا ؛ شحيحا على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر
السؤال، فيعطى ويمنع، أما أن قد ملئ
[2] يمكن اعتبار حديث صدق أبي ذر وزهده من أظهر
مصاديق التواتر المعنوي ، إذ أخرجه جملة الحفاظ على اختلاف ألفاظه كابن سعد
والترمذي وابن ماجة وأحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وأبي عمر وأبي نعيم والبغوي
والحاكم وابن عساكر والطبراني وابن الجوزي وغيرهم.. انظر : الطبقات 4 ـ 167 و 168
، سنن ابن ماجة 1 ـ 68 ، مسند أحمد 2 ـ 163 و 175 و 223 ، و 5 ـ 197 ، و 6 ـ 442 ،
مستدرك الحاكم 3 ـ 342 ، و 4 ـ 480 وقد صححه وأقره عليه الذهبي ، مصابيح السنة 2 ـ
228 ، صفة الصفوة 1 ـ 340 ، الاستيعاب 1 ـ 84 ، مجمع الزوائد 9 ـ 329 ، الإصابة لابن
حجر 3 ـ 622 و 4 ـ 62 ، كنز العمال 6 ـ 169 و 8 ـ 15 ـ 17 ، وجملة كتب الحديث
والرجال والتراجم..