نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
فقلت:
والله ما كنت لأرجع حتى أصرخ بالإسلام، فخرج إلى المسجد فصاح بأعلى صوته فقال:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقال المشركون: صبأ الرجل،
صبأ الرجل، فقاموا إليه فضربوه حتى سقط، فمر به العباس فقال: يا معشر قريش أنتم
تجار وطريقكم على غفار، أتريدون أن يقطع الطريق؟ فأكب عليه العباس فتفرقوا، فلما
كان الغد عاد إلى مثل قوله فقاموا إليه فضربوه، فمر به العباس فقال لهم مثل ما
قال، ثم أكب عليه)[1]
وقد
كان من فضل الله عليك، وأنت في صحبة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن تتشرف بأول سلام في
الإسلام، فقد قلت تحدث عن نفسك: (انتهيت إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين قضى صلاته فقلت: السلام
عليك، فقال: (وعليك السلام)، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام[2]
وأخبرت
عن تربية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك، وما أخذه عليك من المواثيق، فقلت: (بايعني رسول
الله a
خمسا، وواثقني سبعا، وأشهد علي تسعا، أن لا أخاف في الله لومة لائم. قال أبو
المثنى: قال أبو ذر: فدعاني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال:
(هل لك إلى بيعة، ولك الجنة؟) قلت: نعم. وبسطت يدي، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وهو يشترط علي: (أن لا تسأل الناس شيئا) قلت: نعم. قال: (ولا سوطك إن يسقط منك،
حتى تنزل إليه فتأخذه) [3]
وذكرت بعض عهودك، فقلت: (أمرني خليلي a بسبع: (أمرني بحب المساكين،
والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن