نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
الوقت
الذي يجهل الناس بلالا وعمارا وسمية وزنيرة.. وكل أولئك الذين لا يصح أن يطلق اسم
الصحابة إلا عليهم.
ويستدل
أصحاب الملك العضوض، وسدنة الفئة الباغية على ذلك الإلغاء والطرد للسابقين الأولين
في نفس الوقت الذي يقربون فيه البغاة والطلقاء بأن الخلفاء الأوائل وظفوا أبناء
أبي سفيان في وظائف الدولة الكبرى بعد وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
ويا
ليت شعري ما هذا الاستدلال الغريب، وهل كان الخلفاء الأوائل معصومون في ذلك
التوظيف.. ألم يكن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسه ينكر على أصحابه إنكارهم لتولي أسامه وأبيه،
فقد ورد في الحديث أنه حين أراد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يبعث بعثًا، وأمّر عليهم
أسامة بن زيد، طعنوا في إمرته، فقام a، فقال: «إن تطعنوا في إمرته،
فقد كنتم طعنتم في إمرة أبيه من قبله.. وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان
لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده»[1]
لكنا
لو تركنا ذلك التقديس المبالغ فيه، ورحنا ننظر في أولى الناس بتلك المناصب
الرفيعة، التي لم تكن مناصب سياسية فقط، بل كانت مناصب تمثل الإسلام، وقيم
الإسلام، فسنجد أن هناك تقصيرا كبيرا حصل للسابقين الصادقين من المهاجرين والأنصار
في نفس الوقت الذي ولي فيه الطلقاء، لسبب بسيط، وهو كونهم من قريش، وكانوا من
ساداتها، مع أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان يردد على آذانهم كل حين: «اسمعوا وأطيعوا، وإن
استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة»[2]
[1]
رواه البخاري (6627) ، ومسلم (2426) ، والترمذي (3816) ، والنسائي في الكبرى
(8181)