responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18

أليس من العجيب سادتي أن يتولى أبناء أبي سفيان الذين كان لهم ولأبيهم سهم في المؤلفة قلوبهم أرفع المناصب في نفس الوقت الذين يعزل فيه كل أولئك الذين قدموا كل شيء في سبيل الله.. يعزلون هم وأولادهم، حتى لا نكاد نسمع عنهم شيئا.

فيزيد بن أبي سفيان الذي يسمونه يزيد الخير، والذي كان من الطلقاء، وألف النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قلبه للإيمان بمائة بعير وأربعين أوقيّة [1]، صار قائدا على أول الجيوش التي أرسلت إلى الشام لفتحها ومساعدة الجيوش الإسلامية الأخرى عند الضرورة، مع أنه كان من المنهزمين يوم حنين، وكان في الصحابة من هو أولى منه قدرة ودينا وصلاحا.

وأبو الوليد عتبة بن أبي سفيان، صار واليا على الطائف وصدقاتها، ثم ولاه معاوية مصر حين مات عمرو بن العاص، وكان حريصا على المناصب، ويخطط لأعلاها، وقد رووا أنه اعترضه أعرابي وهو على مكة فقال: أيها الخليفة. قال: لست به ولم تبعد [2].ومعاوية بن أبي سفيان ولي في أكبر وظائف الدولة منذ عهد مبكر، حيث ولي فتح قيسارية سنة خمس عشرة للهجرة، ويذكر المؤرخون الإسلاميون بفخر كيف شوه الفتح الإسلامي، حيث أنهم يذكرون أنه (سار إلى قيسارية بجنوده الذين أعدهم له أخوه يزيد بن أبي سفيان ـ أحد ولاة الشام لعمر ـ وكانت تلك المدينة محصنة وبأس أهلها شديد، فحاصرها معاوية طويلاً وزاحف أهلها مرات عديدة، فلم ييأس معاوية، فصمم على فتحها، واجتهد في القتال حتى فتح الله على يديه، وكان فتحه كبيراً فقد قتل من أهلها ما يقرب من مائة ألف، وبعث بالفتح والأخماس على أمير المؤمنين عمر، وقد أثبت


[1] التبيين في أنساب القرشيين ص 204 .

[2] المرجع السابق، ص 208 .

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست