نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
معاوية
بعد توفيق الله ـ بهذا الفتح جدارته وحسن قيادته، فأكسبه ذلك ثقة الجميع، فأسند له
أخوه يزيد ـ أمير دمشق ـ مهمة فتح سواحل الشام، وقد أبلى في ذلك بلاءً حسناً)[1]
وهم
يذكرون بفخر كذلك أنه عندما توفي أخوه يزيد بن أبي سفيان في طاعون عمواس، جلس بدله
في حكم دمشق وبعلبك والبلقاء[2]، ويذكرون أنه كان
لذلك أثر كبير في نفس أبي سفيان، وجعل إسلامه يرسخ أكثر، فما أجمل الإسلام الذي
يأتي بالمناصب والأموال..
وقد
رووا أن عمر حين عزى أبا سفيان في وفاة ابنه يزيد قال: يا أمير المؤمنين من وليت
مكانه؟ قال: أخوه معاوية. قال: (وصلت رحماً يا أمير المؤمنين)ويروون ـ بفخر ـ أن
أبا سفيان كتب حينها لمعاوية يقول له: (يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا
وتأخرنا، فرفعهم سبقهم وقدمهم عند الله وعند رسوله a وقصر بنا تأخيرنا، فصاروا
قادة وسادة، وصرنا أتباعاً، وقد ولوك جسيماً من أمورهم فلا تخالفهم، فإنك تجري إلى
أمد فنافس، فإن بلغته أورثته عقبك)[3]
وهكذا كتبت هند تقول لابنها: (والله يا بني إنه قل أن تلد مثلك وإن هذا الرجل قد
استنهضك في هذا الأمر، فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت) [4]بل
إنهم صاروا يعتبرون هندا ـ تلك الصحابية الجليلة كما يطلقون عليها ـ مثالا للهمة
العالية، وقد قال بعضهم في كتاب حول الهمم العالية: (ومن شرف النفس وعلو