نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
الهمة
ما قالته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وأم معاوية رضي الله تعالى عنهم أجمعين، حين
أتاها نعي يزيد بن أبي سفيان وقال لها بعض المعزين: إنا نرجو أن يكون في معاوية
خلف من يزيد يواسونها ويعزونها، فقالت: أو مثل معاوية يكون خلفاً من أحد؟! والله
لو جمعت العرب من أقطارها ثم رمي به فيهم لخرج من أي أعراضها شاء.. وقيل لها
-أيضاً- ومعاوية وليد بين يديها: إن عاش معاوية ساد قومه.. فقالت: ثكلته إن لم يسد
إلا قومه! وهذه العبارة لها معان عظيمة جداً بعيدة المرمى؛ لأن معنى ذلك أن وليدها
بضعة لحم لا يظهر عليه أي أمر مما يقطع بأن هذا سيكون إنساناً له شأن، ولكن هذا
معناه أنها تنوي أن تربي هذا الولد وتوجهه، حتى إنها لتأنف من أن يسود قومه فقط،
بل غضبت حينما قالوا لها: إن عاش معاوية ساد قومه.. فقالت: ثكلته -أي: الأفضل أن
يموت- إن لم يسد إلا قومه.. ومعروف أن معاوية من أكثر العرب سيادة وسياسة وحكمة)[1]
وهكذا
ولي أبو هريرة الذي لم يشارك في أي غزوة، ولم يمس بأي أذى، وتأخر إسلامه إلى ما
قبل الفتح في أكبر المناصب، وقد روي أنه أيام ولايته على المدينة في خلافة معاوية
كان يتصرف تصرفات غريبة تلفت الانتباه إليه، وهم يحملونها على تواضعه، ولكنها قد
تحمل على محامل أخرى، ومنها ما رواه محمد بن زياد قال: كان مروان ـ أيام ولايته
على المدينة في خلافة معاوية ـ يستخلف أبا هريرة على المدينة فيضرب برجليه فيقول:
خلوا الطريق خلوا الطريق قد جاء الأمير قد جاء الأمير ـ يعني نفسه[2].