نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
تبدل،
ولم تسلبك الدنيا، ولم تغرك الأهواء.
وكانت
عبوديتك الأكبر ـ سيدي ـ ما عبر عنه الإمام الصادق بقوله: (كان أكثر عبادة أبي ذر
(رحمه الله) خصلتين: التفكر والاعتبار) [1]
3. نصرة الحق:
وقد
كان ذلك الحال الذي كنت عليه من الزهد والورع والتقوى أقوى لسان واعظ، عرفت به
أجيال الأمة الصحبة الحقيقية لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، والتي حاول الطلقاء والمبدلون تشويهها، ليشوهوا معها نور النبوة.بل
قد ورد في الحديث ما هو أكبر من ذلك، فقد شبه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صيحاتك بالحق، وزهدك في الدنيا بعيسى عليه السلام، فقال: (ما أظلت
الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، شبيه عيسى ابن مريم)، فقال
عمر: يا رسول الله، أفنعرف ذلك له؟. قال: (نعم، فاعرفوه)[2] وفي حديث آخر: (أبو ذر
يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم)[3] وهكذا مثلما صاح المسيح في أصحاب
الثروة من المتاجرين بالدين، رحت تصيح في المغيرين والمبدلين قائلا: (أوصاني خليلي
a بست: حب المساكين، وأن أنظر إلى
من هو تحتي، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا تأخذني
في الله لومة لائم) [4]