responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25

عمير: أتيت البلد الذي بعثتني إليه، فجمعت صُلَحَاء أهله، ووليتُهم جَبايَة فيئهم (جمع صدقاتهم) وأموالهم، حتى إذا جمعوها وضعتها، ولو بقى لك منها شيء لأتيتك به، فقال عمر: فما جئتنا بشيء؟ قال عمير: لا. فقال عمر: جدِّدوا لعمير عهدًا، ولكن عميرًا رفض وقال في استغناء عظيم: تلك أيام خَلَتْ، لا عَمِلتُ لك، ولا لأحد بعدك([1]).

هؤلاء هم الذين كان ينبغي أن تسند إليهم جميع أمور الأمة، لكنهم عزلوا وطردوا وقتلوا.. ولم يبق لهم وجود حتى في أذهان الناس، لأن الطلقاء صاروا هم الصحابة والسابقين، ومن عداهم لا قيمة له.أيها السابقون الصادقون من أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الذين وصفهم الإمام علي، فقال: (قد رأيت أصحاب محمد a، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب)[2]

نعم أولئك فازوا بالأموال والدنيا، لكن تبقون أنتم الصحابة الحقيقيون الذين لم يغيروا ولم يبدلوا، ولذلك لن تطردوا من الحوض في الوقت الذي يطرد فيه المتخلفون


[1] الطبراني في الكبير من 17 / 51 (109) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية 1 / 250، وابن عساكر في تاريخه 46/ 489، وابن الجوزي في المنتظم 4 / 319.

[2] نهج البلاغة للشريف الرضى شرح محمد عبده ص 225 ...

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست