نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60
عليه،
ثم قال: (قد بلغني أنكم قلتم في أسامة، إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في
إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ،
وإن هذا لمن أحبّ النّاس إليّ بعده) [1]
في ذلك
الموقف كان جعفر بن أبي طالب من الثابتين الصادقين، فقد حدث أبو قتادة قال: بعث
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم جيش الأمراء وقال: (عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر
فعبد الله بن رواحة)، قال: فوثب جعفر، وقال: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت
أرهب أن تستعمل عليّ زيدا)، فقال a: (امض فإنك لا تدري أي ذلك
خير) [2]
وقد
ذكر المؤرخون أنه لما تجهّز الناس للخروج وهم ثلاثة آلاف، جاء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وأوصاهم وودعهم، فلما ودّع عبد الله بن رواحة مع من ودّع من الأمراء بكى، فقالوا: (ما
يبكيك يا ابن رواحة؟)، فقال: (أما والله ما بي حبّ الدنيا ولا صبابة بكم ولكني
سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقرأ آية من كتاب الله عز وجل يذكر فيها النار: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: 71]، فلست
أدري كيف لي بالصّدر بعد الورود؟)
حينها
قال المودعون له وللجيش: (صحبكم الله ودفع عنكم وردّكم إلينا صالحين)، فرد عبد
الله بن رواحة: