نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
القول الأول: أن لبن الفحل لا يحرم شيئا، وإنما
يحرم من الرضاعة ما كان من قبل النساء، ولا يحرم ما كان من قبل
الرجال،
قال الشيخ الطوسي في الخلاف: (وذهبت طائفة إلى أنّ لبن الفحل
لاينشر الحرمة، ولايكون من الرضاع أب ولا عمّ، ولا عمَّة، ولاجدّ أبو أب، ولا أخ
لأب ولهذا الفحل أن يتزوّجها، أعني: التي أرضعتها زوجته. ذهب إليه الزبير، وابن
عمر، وفي التابعين سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وفي الفقهاء ربيعة بن أبي عبد
الرحمان أُستاذ مالك، وحمّاد بن أبي سليمان أُستاذ أبي حنيفة، والأصم، وابن علّية
وهو أُستاذ الأصم، وبه قال أهل الظاهر)[1]، ومن الأدلة على هذا
القول:
1.
أن الله تعالى ذكر حرمة الرضاع في جانب النساء فقال: ﴿
وَأُمَّهَاتُكُمْ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ
﴾(النساء: 23)، فلو كانت الحرمة تثبت من
جانب الرجال لبينها الله تعالى كما بين الحرمة بالنسب.
2.
أن الحرمة في حق الرجل لا تثبت بحقيقة فعل الإرضاع، فإنه لو نزل اللبن في
ثندوة الرجل فأرضع به صبيا لا تثبت الحرمة، فلأن لا تثبت في جانبه بإرضاع زوجته
أولى.
القول الثاني: التحريم بلبن الفحل، وهو قول سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وهو مذهب الإمامية، قال
ابن عبد البر:
وإليه ذهب
فقهاء الأمصار بالحجاز والعراق والشام وجماعة أهل الحديث.
وعلى هذا القول لو كان لرجل امرأتان فحملتا منه وأرضعت كل واحدة منهما