القول الثالث: أنه يجوز
زواج الحامل من الزنى إذا كان الزاني هو الذي يريد أن يتزوج بها، وهو قول
الإمامية، واشترطوا لذلك ألا يكون زنا بها وهي في ذمة زوج آخر لأنها في تلك الحالة
تصبح محرمة عليه حرمة أبدية على الأحوط، فلا يجوز له نكاحها بعد موت زوجها، أو
زوال عقدها بطلاق أو فسخ أو انقضاء مدة أو غيرها، ولا فرق في ذات البعل بين
الدائمة والمتمتع بها، والمسلمة والكافرة، والصغيرة والكبيرة، والمدخول بها
وغيرها، والعالمة والجاهلة، ولا في البعل بين الصغير والكبير،ولا في الزاني بين
العالم بكونها ذات بعل والجاهل بذلك، والمكره على الزنا وغيره. وكذلك لو زنى بمن
كانت في عدة رجعية [2].
واستدلوا لذلك بما جاء في معتبرة أبي
بصير عن أبي عبد الله الصادق قال: سألته عن رجل فجر بامرأة، ثم بدا له أن
يتزوجها؟ فقال : (حلال، أوّلـه سفاح وآخره نكاح، أوّلـه حرام وآخره حلال)
وفي حديث آخر عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر أو أبي عبد الله ع قال: (لو أن رجلاً فجر بامرأة ثم تابا فتزوجها لم يكن عليه
شيء من ذلك ) [3]
[2] لكن الشيخ جواد التبريزي يرى ذلك على نحو الاحتياط الاستحبابي فقط
قال: (لو زنى بذات بعل، أو بذات العدة الرجعية فالأحوط الأولى أن لا يتزوجها)[
التبريزي: الشيخ جواد/ المسائل المنتخبة - المعاملات/ مسألة985.]
[3] الحر العاملي: محمد بن الحسن/ وسائل الشيعة ج20 ص438 .
نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 177