نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 389
وقد يقال هنا بأن هذا الزواج لا يتجاوب
مع نظرة الإسلام المثالية للزواج وكونه سكنا ومودة، ونجيب على ذلك بأن في
التشريعات الإسلامية جانبان، الجانب الأصلي وهو الجانب المثالي الذي شرعت لأجله
الأحكام الشرعية، ويتضمن المقاصد الشرعية في قمة مثاليتها الواقعية.
والجانب الثاني هو الجانب الواقعي الذي قد يرخص في بعض الأحكام من باب
الضرورة، فيخدم بذلك مقصدا معينا
من المقاصد الشرعية، وقد
لا يخدم المقاصد الأخرى من دون إضرار بها.
وزواج المتعة من هذا النوع فهو يخدم مقصدا من مقاصد الزواج، وهو تحصين كلا الزوجين، من باب رعاية مصالح
الأفراد، ووقاية المجتمع من مظاهر
الفواحش وما ينجر عنها من مفاسد اجتماعية من باب رعاية مصالح الأمة.
ولذلك كان له دوره الشرعي المعتبر في عهد
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فحصل فيه ما سماه الفقهاء
نسخا، وما نراه ضرورات تقدر بقدرها، فقد كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبيحه إذا اقتضت الضرورة، وينهى عنه إذا
انتفت الضرورة، والدليل على ذلك أن لم يذكر عن حكم شرعي أنه نسخ بمثل ما ذكر عن
زواج المتعة.
ولعل
ضعف القول بالنسخ هو ما جعل الشافعي يقول في إحدى مناظراته في زواج الشغار: (أيجوز
في العلم عندنا وعندك أن يعمد إلى المتعة وقد جاء فيها خبر عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بتحريم
وخبر بتحليل؟ فزعمنا نحن وأنت أن التحليل منسوخ فتجعله قياسا على شيء غيره
نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 389