نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
تعالى في القرآن الكريم نموذجا لحضارة الشواذ، قال تعالى على لسان لوط u،
وهو يخاطبهم:﴿
إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ
قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (لأعراف:81)
وقد نعت القرآن الكريم قوم لوط الذين اشتهروا بهذا الإجرام وانفردوا به
عن العالمين حينا بالظالمين حيث قال تعالى:﴿
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا
عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا
هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ (هود:82 ـ 83)، وحينا بالعادين قال تعالى: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ
لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾
(الشعراء:166)، وحينا بالفاسقين، قال تعالى:﴿
وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي
كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ
فَاسِقِينَ﴾ (الانبياء:74)
وقد بين الرسول a بشاعة هذا الانحراف، فقال a:(أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط)[1]، وقال a:(لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكرا أو
امرأة في دبرها)[2]
ونرى لهذا أن يحكم بأشد العقوبات على من يقع في هذه الفواحش ـ استدلالا
بما قصه الله تعالى في قصة لوط u ـ سدا لذرائعها، وقمعا للانحراف، فلا يقمع الانحراف مثل
الردع.
أما النوع الثاني، وهو علاقة الانثى بالانثى جنسياً، فهو لا يختلف عن
اللواط في أسبابه ونتائجه، وإن كان يختلف في العقوبة المرتبطة به.