نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268
وقد نص بعض
الشافعية على أنه يجوز في حق البكر الصغيرة أن يخالعها بالإبراء من نصف مهرها في
حالة اعتبار من بيده عقدة النكاح هو الولي[1]، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ أن للأب
أن يتملك لنفسه من مال ولده ما لا يضر بالولد، حتى لو زوجها واشترط لنفسه بعض
الصداق جاز له ذلك.
2 ـ إذا كان
له من التصرف في المال والتملك هذا التصرف لم يبق إلا طلبه لفرقتها، وذلك يملكه
بإجماع المسلمين.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو النظر إلى الاعتبارات التي ذكرناها
في خلع الفضولي، فإن الأب وإن كان الظاهر عليه الشفقة على ابنته إلا أن ذلك ليس
عاما، وفي حال عمومه ليست كل شفقة تكون في مصلحة المشفق عليه، فلذلك وجب الرجوع
إلى التعرف على رغبة المرأة الصادقة الخالية عن كل تأثير أجنبي حتى لو كان تأثير
والدها.
لأن الشرع وإن أعطى للوالدين مكانة سامية، وطالب بحقهما، إلا أن
حقهما محدود بالضوابط الشرعية، فليس من حقهما تطليق الزوج من زوجته، ولا الزوجة من
زوجها، وإلا أصبح الأبناء في سجن الآباء وارتفع عنهم التكليف.
والنظر الذي ينبغي أن يركز عليه هنا ليس العوض الذي ستدفعه
المرأة أو ينوب عنها وليها في دفعه، وإنما في العلة التي تدفع إلى كل ذلك، فقد
تأخذ الأب أنفة لموقف من مواقف صهره، فيبذل ماله، بل مال ابنته ليفرقها عنه، فيحطم
أسرة من أجل غضبة غضبها، نفخ فيها الشيطان، فالخلع حق المرأة وحدها كحق الرجل في
الطلاق، وتدخل الأجانب في هذه الحقوق من غير سبب مثار للتهمة، فلذلك يكون أولى
الأقوال فيها وأصلحها سد الذريعة أمام
[1]
وخطأه بعضهم ; لأنه إنما يملك الإبراء بعد الطلاق ; لأنه إذا ملك إسقاط حقها بعد
الطلاق لغير فائدة فجواز ذلك لمنفعتها وهو يخلعها من الزوج أولى ; ولهذا يجوز
عندهم كلهم أن يختلعها الزوج بشيء من ماله.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268