وقد رد ابن القيم على هذا التفسير من الحنفية للعان بقوله:(إن أردتُم أن من
موجبه إسقاطُ الحد عن نفسه فحق، وإن أردتُم أن سقوطَ الحد عنه يسقط جميع موجبه،
ولا موجب له سواه، فباطل قطعاً، فإن وقوع الفرقة، أو وجوب التفريق والتحريم
المؤبد، أو المؤقت، ونفي الولد المصرح بنفيه، أو المكتفى في نفيه باللعان، ووجوب
العذاب على الزوجة إما عذاب الحد، أو عذاب الحبس، كُلُّ ذلك من موجب اللعان، فلا
يصح أن يقال: إنما يوجب سقوط حد القذف عن الزوج فقط) [2]
2 ـ امتناع الزوجة عن الملاعنة:
اختلف الفقهاء فيما لو لاعنها، وامتنعت هي من الملاعنة، هل عليها الحد أم لا
على قولين:
القول الأول: لا حد
عليها[3]، وهو قول الحسن، والأوزاعي، وأصحاب الرأي والحنابلة، واستدلوا على ذلك بما
يلي:
1 ـ أن موجبَ لِعانه إسقاط الحد عن نفسه لا إيجابَ الحد عليها، ولهذا قال
النبـي a(البـينَةُ وإلا حَدٌّ في ظَهرِكَ)[4]، وذلك لأن موجِبَ قذفِ الزوج، كموجب قذفِ
الأجنبـي وهو الحدُّ، فجعل الله سبحانه له طريقاً إلى التخلص منه باللعان، وجعل
[3]
وقد اختلف أصحاب هذا القول فيما يصنع بها على رأيين كلاهما روي عن أحمد:
الرأي
الأول: أنها تحبس حتى تلتعن أو تقر أربعا.
الرأي
الثاني: يخلى سبيلها، لأنه لم يجب عليها الحد، فيجب تخلية سبيلها، كما لو لم تكمل
البينة، انظر: المحرر في الفقه: 2/99، الكافي في فقه ابن حنبل: 3/291.
[4]
أخرجه أحمد 3/142 (12477) وعبد بن حميد 1218 ومسلم 3750 والنسائي 6/171،.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 351