نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 363
إقامة الحد وكيفيته، وإنما هو عقوبةٌ لمن تعدى عليه، وهتك حريمَه، وأفسد
أهلَه)
[1]
ثالثا ـ شروط صحة اللعان
يشترط لصحة اللعان الشروط التالية مع اختلاف بين الفقهاء في تفاصيلها:
1 ـ توفر القرائن الكافية الدالة على ثبوت الزنى
اختلف الفقهاء في القرائن التي تدررؤ حد القذف عن الزوج، وتصح بموجبها
الملاعنة على قولين:
القول الأول: إن الملاعنة لاتجب إلا بقرينيتين هما ادعاء الرؤية، أو نفي الحمل مع
دعوى الاستبراء، وقد روي عن مالك، فقد كان يقول: لايلاعن إلا أن يقول رأيتك تزني
أو ينفي حملا أو ولدا منها، وهو قول أبي الزناد ويحيى بن سعيد والبتي، وهو المشهور
عند مالك وقاله ابن القاسم، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ عن ابن عباس في حديث هلال بن أمية، قال: يارسول الله إني جئت أهلي عشاء
فوجدت عندهم رجلا، فرأيت بعيني، وسمعت بأذني، وذكر الحديث وهو نص على أن الملاعنة
التي قضى فيها رسول الله a إنما كانت في الرؤية، فلا يجب أن يتعدى ذلك.
2 ـ أن من قذف امرأته ولم يذكر رؤية حد لعموم قوله تعالى: ﴿
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾(النور:4)
القول الثاني: إن الملاعنة تصح مع القذف بغض النظر عن القرينة،
وهو قول الجمهور، ومن الأدلة على ذلك: