نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 407
فإذا زال العقد الجازم كان نفس زواله كفرا، لأن
الإيمان أمر وجودي محله القلب، فما لم يقم بالقلب حصل ضده وهو الكفر، وهو في ذلك كالعلم
والجهل إذا فقد العلم حصل الجهل، ككل نقيضين إذا زال أحدهما خلفه الآخر.
4 ـ أن الآية التي استدلوا بها ليس فيها أن المحاسبة
بما يخفيه العبد إلزامه بأحكامه بالشرع وإنما محاسبته بما يبديه أو يخفيه ثم هو
مغفور له أو معذب فأين هذا من وقوع الطلاق.
5 ـ أن المصر على المعصية فاسق مؤاخذ فهذا إنما هو
فيمن عمل المعصية ثم أصر عليها لأنه عمل اتصل به العزم على معاودته، فهذا هو
المصر، أما من عزم عليها ولم يعملها فهو بين أمرين: إما أن لا تكتب عليه، وإما أن
تكتب له حسنة.
6 ـ أن وقوع الطلاق بالنية من غير تلفظ أمر خارج عن
الثواب والعقاب، لأن ما يعاقب عليه من أعمال القلوب هو معاص قلبية يستحق العقوبة
عليها كما يستحقه على المعاصي البدنية لأنها منافية لعبودية القلب، كالكبر والرياء
وظن السوء، وهي أمور اختيارية يمكن اجتنابها، بخلاف الطلاق فإنه قائم باللسان أو
ما ناب عنه من إشارة.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو القول الثاني، وهو ما اتفق عليه أكثر الفقهاء،
وما تدل عليه النصوص الصحيحة الصريحة، والطلاق في هذا لا يختلف عن سائر العقود
فالزواج والبيع والشراء والإجارة وغيرها لا يصح أحد منها بالتصميم الجازم إن لم
يبرز هذا التصميم بما يدل عليه من لفظ وغيره من وسائل الدلالة.
ثانيا ـ حكم الإشهاد على الصيغة
وهي من المسائل المهمة التي تضيق المجال أمام الطلاق غير المقصود، ومع ذلك
نرى بعض التفريط في البحث فيها في كتب فقه أهل السنة، فلا نجد لها أثرا إلا في
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 407