responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140

بالعبادة، وخذوا عنه وحده منهج حياتكم، حتى تخلصوا له وحده فتكونوا ربانيين .. كونوا ربانيين بحكم علمكم للكتاب وتدارسكم له. فهذا مقتضى العلم بالكتاب ودراسته)[1]

ولهذا ورد التنبيه في النصوص على أن لا يجعل حبه للرجال أو بغضهم لهم ذاتيا، بل يجعله تابعا لمدى التزامهم بالحق، قال a:(أحبب حبيبك هوناً ما، فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما)[2]

ولهذا كان السلف من العلماء يرددون على أتباعهم ومن يقتدون بهم أن لا يقتدوا بأشخاصهم، بل بصاحب الشرع وحده.

ومن الآثار السيئة هذا ـ أيضا ـ الصدمة التي قد حدث فيها المربى إذا حصل من المربي أي خطأ مما يسبب له النكوص، فيجعل زلة المربي سبباً في الابتعاد عن الحق، وقد كان سفيان بن عيينة خشنا وشديدا على طلبته، فتجرأ بعضهم وسأله: (إن قوماً يأتونك من أقطار الأرض، تغضب عليهم، يوشك أن يذهبوا ويتركوك)فرد عليه: (هم حمقى إذن مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي)، فالمربي والقدوة لا يعني أنه هو الحق وهو الدعوة، وفرق أن يوجد عيب أو زلل في المربي أو أن يوجد الزلل والخطأ في الحق.

والنظر إلى الرجال واعتبارهم ممثلين عن الدين والغفلة عن الحق بسببهم من الأسباب التي ذكرها الغزالي للانحراف الاجتماعي وذلك في الاستبيان الذي أجراه لواقعه الالجتماعي، قال في (المنقذ من الضلال):(فنظرت إلى أسباب فتور الخلق، وضعف إيمانهم، فإذا هي أربعة: سبب من الخائضين في علم الفلسفة، وسبب من الخائضين في طرق التصوف، وسبب من المنتسبين إلى دعوى التعليم، وسبب من


[1] في ظلال القرآن: 1/419.

[2] رواه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في الاقتصار في الحب والبغض رقم 2065 وقال ضعيف.

نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست