responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 273

قد كان في غلمانك وبنتك ما يكفيك قال: أجل ولكن أردت أن أجرب نفسي هل تنكر ذلك؟ فلم يقنع منها بما أعطته من العزم على ترك الأنفة حتى جرّبها أهي صادقة أم كاذبة؟

ويعينه على ذلك مطالعة أخلاق المتواضعين، فقد كان a يأكل على الأرض ويقول:(إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ)[1]، وقيل لسلمان. لم لا تلبس ثوباً جديداً؟ فقال:(إنما أنا عبد فإذا أعتقت يوماً لبست جديداً)

وأكبر ما يفيد في هذا هو التذلل لله والخشوع بين يديه، والذي لا يكمل إلا في الصلاة الحقيقية، فكل أقوالها وحركاتها تربي معاني التواضع في نفس القائم بها، قال الغزالي:(وفي الصلاة أسرار لأجلها كانت عماداً، ومن جملتها ما فيها من التواضع بالمثول قائماً وبالركوع والسجود، وقد كانت العرب قديماً يأنفون من الإنحناء، فكان يسقط من يد الواحد سوطه فلا ينحني لأخذه، وينقطع شراك نعله فلا ينكس رأسه لإصلاحه.. فلما كان السجود عندهم هو منتهى الذلة والضعة أمروا به لتنكسر بذلك خيلاؤهم ويزول كبرهم ويستقر التواضع في قلوبهم، وبه أمر سائر الخلق، فإن الركوع والسجود والمثول قائماً هو العمل الذي يقتضيه التواضع)[2]

ومن مظاهر الصدق في معالجة هذا النوع من الانحراف، أن يمتحن الإنسان نفسه أو يمتحنه من يربيه، ليقمع الأسباب الخفية لهذا الانحراف.

ومن صور الامتحان التي ذكرها الغزالي أن يناظر في مسألة مع واحد من أقرانه، فإن ظهر شيء من الحق على لسان صاحبه فثقل عليه قبوله والانقياد له والاعتراف به والشكر له على تنبـيهه وتعريفه وإخراجه الحق، فذلك يدل على أن فيه كبراً دفيناً، فيعالجه بالعلم ـ كما ذكرنا سابقا ـ بأن يذكر نفسه خسة نفسه وخطر عاقبته وأن الكبر لا يليق إلا


[1] رواه ابن عدي في الكامل.

[2] إحياء علوم الدين: 3/360.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست