نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 274
بالله تعالى.
وبالعمل بأن يكلف نفسه ما ثقل عليه من الاعتراف بالحق وأن يطلق اللسان
بالحمد والثناء، ويقر على نفسه بالعجز ويشكره على الاستفادة ويقول: ما أحسن ما
فطنت له وقد كنت غافلاً عنه فجزاك الله خيراً كما نبهتني له فالحكمة ضالة المؤمن
فإذا وجدها ينبغي أن يشكر من دله عليها.
ويشترط الغزالي لهذا السلوك المواظبة عليه مدة إلى أن يؤتي ثماره في النفس،
قال:(فإذا واظب على ذلك مرات متوالية صار ذلك له طبعاً، وسقط ثقل الحق عن قلبه
وطاب له قبوله، ومهما ثقل عليه الثناء على أقرانه ما فيهم ففيه كبر، فإن كان ذلك
لا يثقل عليه في الخلوة ويثقل عليه في الملأ فليس فيه كبر وإنما فيه رياء)[1]
وفي هذه الحالة يحتاج إلى علاج الرياء بأساليبه العلمية والعملية الخاصة،
والمذكورة في محالها من كتب السلوك.
ومن صوره ـ كما يذكر الغزالي ـ أن يجتمع مع الأقران والأمثال في المحافل
ويقدمهم على نفسه ويمشي خلفهم ويجلس في الصدور تحتهم، فإن ثقل عليه ذلك فهو متكبر،
فليواظب عليه تكلفاً حتى يسقط عنه ثقله، فبذلك يزايله الكبر.
وقد نبه الغزالي ـ هنا ـ إلى حيلة شيطانية يتلبس بها المتكبر الذي يرى في
صورة المتواضع، فقال:(وههنا للشيطان مكيدة وهو أن يجلس في صف النعال أو يجعل بـينه
وبـين الأقران بعض الأرذال فيظن أن ذلك تواضع وهو عين الكبر، فإن ذلك يخفّ على
نفوس المتكبرين إذ يوهمون أنهم تركوا مكانهم بالاستحقاق والتفضل، فيكون قد تكبر
وتكبر بإظهار التواضع أيضاً، بل ينبغي أن يقدم أقرانه ويجلس بـينهم بجنبهم ولا
ينحط