نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 293
عن النبي a قال:(استقيموا ولن
تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)[1]
وقد فسرها في قوله تعالى لرسوله a: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (هود:1121)، فبين أن الاستقامة ضد
الطغيان وهو مجاوزة الحدود فى كل شىء.
والاستقامة ـ كما عرفها العماء ـ هي الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في
جهة اليمين ولا جهة الشمال؛ ولا جهة الإفراط ولا جهة التفريط.
وهذا هو مصدر صعوبة تحقيقها، لأن الوسط الحقيقي الذي لا ينحرف إلى أي جهة من
الجهات صعب تحقيقه في الحس، فكيف بتحقيقه في المعنى، قال الغزالي:(ولما كان الوسط
الحقيقي بـين الطرفين في غاية الغموض، بل هو أدق من الشعر وأحدّ من السيف فلا جرم
ومن استوى على هذا الصراط المستقيم في الدنيا، جاز على مثل هذا الصراط في الآخرة،
وقلما ينفك العبد عن ميل عن الصراط المستقيم ـ أعني الوسط ـ حتى لا يميل إلى أحد
الجانبـين فيكون قلبه متعلقاً بالجانب الذي مال إليه. ولذلك لا ينفك عن عذاب ما،
واجتياز على النار وإن كان مثل البرق قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً﴾ (مريم:71)،
أي الذين كان قربهم إلى الصراط المستقيم أكثر من بعدهم عنه. ولأجل عسر الاستقامة
وجب على كل عبد أن يدعو الله تعالى في كل يوم سبع عشرة مرة في قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (الفاتحة:6)
إذ وجب قراءة الفاتحة في كل ركعة)[2]
ولهذا ذكر أن أمره تعالى بتحقيق غاية الاستقامة الوارد في سورة هود هو الذي