responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294

شيب رسول الله a [1]، فقد روى عن أبي عبدالرحمن السلمي قال سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي aفي المنام فقلت: يا رسول الله! روي عنك أنك قلت:(شيبتني هود) فقال:(نعم) فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم! فقال:(لا، ولكن قوله: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾(هود:1121).

وقد ذكر الغزالي أصلا سلوكيا مهما في التربية على الاستقامة الممثلة لحقيقة الأوامر الإلهية، فقال (إن أردت أن تعرف الوسط فانظر إلى الفعل الذي يوجبه الخلق المحذور، فإن كان أسهل عليك وألذ من الذي يضاده فالغالب عليك ذلك الخلق الموجب له، مثل أن يكون إمساك المال وجمعه ألذ عندك وأيسر عليك من بذله لمستحقه، فاعلم أن الغالب عليك خلق البخل فزد في المواظبة على البذل، فإن صار البذل على غير المستحق ألذ عندك وأخف عليك من الإمساك بالحق فقد غلب عليك التبذير فارجع إلى المواظبة على الإمساك، فلا تزال تراقب نفسك وتستدل على خلقك بتسيير الأفعال وتعسيرها حتى تنقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلى المال فلا تميل إلى بذله ولا إلى إمساكه، بل يصير عندك كالماء فلا تطلب فيه إلا إمساكه لحاجة محتاج أو بذله لحاجة محتاج، ولا يترجح عندك البذل على الإمساك)[2]

وهو أصل سلوكي مهم، ولكنه مع ذلك فيه من الصعوبة ما فيه، لأن الاطلاع على حقيقة ما تستلذه النفس وما يخف عليها يكاد يكون مستحيلا، فللنفس من التقلبات ما يعجز معه التعرف على حقيقة مطالبها وأذواقها عرفانا كاملا.

ولهذا أذن الشرع في المقاربة، وهي درجة أدنى من الاستقامة، كما نص على ذلك


[1] قال ابن عباس :( ما نزل على رسول الله a آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه، [يقصد قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾(هود:112)] ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرع إليك الشيب! فقال:( شيبتني هود وأخواتها)

[2] إحياء علوم الدين: 3/63.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست